MENA Fem Movement for Economical, Development and Ecological Justice

حفاظًا على خط المقاومة نحو وجود جديد

كتابة جينا كورتيز فالديراما

خلال مؤتمر الأطراف 29، ساهمت الفضاءات البيضاء، التي عكرت صفو المكان في غياب لأشعة الشمس وانعدام للحد
الأدنى من المساحات الخضراء، في انهاك الجسم والعقل وانضافت إلى المنغصات الأخرى مثل الليالي الطويلة من
المفاوضات، لكن اتضح لنا نحن النسويات حتى قبل وصولنا لباكو أن هذا المؤتمر سيكةن مؤتمر الصمود.
تحت هذا الشعار، جئنا إلى هذا المؤتمر لنقف في وجه أي محاولة للتراجع عن الحقوق الجماعية والمساواة الجندرية
والتقاطعية. متشبتين حتى النهاية بالعدالة، واصلنا في مواجهة، بصفتنا مجموعة النساء والنوع الاجتماعي، السلطة القائمة بكل
ما تعنيه.

ووقفت النسويات بثبات لساعات في وجه محاولات التراجع عن التقدم الذي تم إحرازه بالفعل في برنامج عمل ليما المعزز
بشأن النوع الاجتماعي. ولم نتردد في دعوة رئاسة مؤتمر الأطراف 29 بشكل علني لإعطاء الأولوية للمفاوضات المتعلقة
بالنوع الاجتماعي، ليس كعنصر مستقل بل كركيزة أساسية إلى جانب التمويل من أجل تجاوز الشعارات الفارغة والمبتذلة من
قبيل: “لا تترك أحدًا خلفك”.

وإلى غاية الساعات الأولى من يوم السبت 23، بقينا يقظات، قويات ومتحدات في تعاضد معع مختلف الحركات التي عبرت
بشكل قطعي أن لا اتفاق أفضل من اتفاق سيء، وكلها حركات تصدت للسردية الاستعمارية التي تدافع عنها دول مثل
الولايات المتحدة الأمريكية التي حاولت الهيمنة على المؤتمر باستعمال خطاب متعالي الساعي إلى فرض موقفها وتأويلها
كحقيقة مطلقة واضفاء الشرعية عليه للتغطية على بذخها وتدميرها للكوكب.

لم يتمكنوا من اسكاتنا!

وحتى آخر لحظة، رفعنا صوتنا لمطالبة المسؤولين بتحمل مسؤوليتهم والمساءلة بشأن التزاماتهم تجاه التعويضات والديون
التاريخية المستحقة لدول الجنوب، الذي يمثل أغلبية العالم.

ولم نبقى صامتين تجاه الفخاخ التي تم نصبها عمدا خلال صياغة القرارات المالية التي تؤسس لفضاء مثالي لعمليات بنوك
التنمية المتعددة الأطراف والمصالح الخاصة، كما لم نتردد في الإدانة بشدة للمخاطر التي تهدد وجودنا كما هو وارد في المادة
6، والتي تمهد الطريق أمام نظام ميركانتيلي الذي يصور الإلهاء كما لو أنه إجراءات لدعم الحياة الكريمة التي نطمح إليها.
وفشلت الرقابة والقمع في إسكات تضامننا العابر للحدود مع فلسطين ولبنان والسودان والعديد من المناطق الأخرى، حيث
نادينا الحكومات بصوت عال إلى وقف الإبادات وإنهاء دورات العسكرة والوقود الأحفوري والاستخراج الضخم. وطالبنا
بانتقالات تكسر سلاسل التبعية التي تخضع الجنوب بلا خجل للاستغلال والتدمير.

يجب توجيه البوصلة نحو الجنوب

ليس هناك شك في أن فضائات التعددية تتقلص، حيث تعالت النداءات من أجل الحفاظ عليها، وهنا يجب توضيح نقطة مهمة
تتعلق بأن الثقة في هذه الفضائات تتلاشى بشكل متزايد بسبب المكائد التي وضعتها وعززتها دول الشمال العالمي.

إن نتائج مؤتمر الأطراف 29 تبرز ضرورة إضفاء طابع دولي على عملنا والسعي لاستعادة الفضاء متعدد الأطراف من
خلال الانصات إلى مطالب الحركات في الشارع الذي تسعى الحكومات للسيطرة عليها.

ويمكن الاستلهام من العمل الجماعي الذي تقوم به الحركات النقابية في فلسطين وكولومبيا ضد التطهير العرقي في غزة
ومطالبهم بوقف تصدير الفحم الكولومبي إلى إسرائيل. وتجدر الإشارة إلى أن كولومبيا كانت أكبر مصدر للفحم إلى
إسرائيل، وبالتالي يشكل فرض حظر على صادرات الطاقة إلى إسرائيل نتيجة لقوة التنظيم والتعبئة العابرة للحدود وخطوة
سياسية واضحة لوقف التقتيل وتدمير البيئة.

ونستنتج من هذه التجارب أنه يجب العمل لتحقيق توازن قوي، حيث تتضح ضرورة تعزيز جهودنا ومطالبنا، متمسكين
بقوة بقدرتنا كحركات وناشطات وفنانات وعاملات ومقدمات رعاية في سبيل تحقيق العيش الكريم.
لقد عبر الرافضات لمحاولات الاسكات عن صمود كبير كما عبر عنه الرافضات للمساومة واللواتي واجعن الامبريالية
بشجاعة. عن يعبرن عن مواقفنا وحركاتنا وتحالفاتنا.

علينا الآن تغيير تكتيكاتنا ووضع بوصلتنا في اتجاه الجنوب كأفق من أجل تعزيز المقاومة وإعادة انتاج الحياة. وسيقود
المسار الذي علينا اتخاذه كغالبية العالم إلى إعادة صياغة مخطط راديكالي نحو نظام اقتصادي دولي جديد مع وقف التطبيع
مع النهج النيوليبرالي والاستعماري وفك الارتباط مع أنظمة المعرفة المرسخة لتفوق الإنسان الأبيض والهياكل الرأسمالية.