مأساة غزة النسائية
مع دخولنا فعاليات الـ 16 يومًا من النشاط ضد العنف المبني على النوع الاجتماعي، وردًا على الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة، نقف نحن MenaFemMovement وشركاؤها والمجموعات النسوية متحدين في تسليط الضوء على الجريمه الإنسانية في غزة. حيث تجاوز الصراع المستمر الحدود السياسية ليصبح مأساة مدمرة قائمة على النوع الاجتماعي. ونحن ندعو النساء والمنظمات النسائية في جميع أنحاء العالم إلى التحدث والانتفاض، وخاصة في الأيام الستة عشر لدعم النساء والفتيات في غزة لإنهاء هذه الإبادة الجماعية.
سجن في الهواء الطلق لأكثر من 16 عاماً، تدفع النساء والفتيات أغلى ثمن عندما يندلع النزاع المسلح، منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، تشير الارقام إلى أن 67% من الأشخاص الذين قتلوا في غزة والذين يزيد عددهم عن 14,000 شخص هم من النساء والأطفال، وتقتل أمان كل ساعة وسبع نساء كل ساعتين.
كل يوم، تلد 180 امرأة بدون ماء، أو مسكنات، أو تخدير للعمليات القيصرية، أو كهرباء للحاضنات أو الإمدادات الطبية، وفي هذه الأثناء، تخلط الأمهات في غزة حليب الأطفال بالمياه الملوثة – عندما يجدونها – ويمضين دون طعام حتى يتمكن أطفالهن من العيش يومًا آخر. ومن المتوقع أن تلد 5500 امرأة حامل في شهر ديسمبر في غزة فقط في اللحظة التي تبدأ فيها حياة جديدة، وينبغي أن تكون لحظة فرح، يطغى عليها الموت والدمار والرعب والخوف في فلسطين.
هذه الابادة الجماعيه ليست مجرد مسألة نزاع سياسي، بل هو أيضًا أزمة اقتصادية ومناخية تؤثر بشكل غير متناسب على النساء في غزة، وفي مواجهة هذا العنف، لا تشكل النساء أهدافًا رئيسية فحسب، بل يعانين أيضًا من الآثار المتتالية على رفاههن الاقتصادية والبيئة.
إن العنف الاقتصادي الذي تتعرض له النساء في غزة صارخ، حيث تجاوزت معدلات الفقر 60%، وتدهورت الخدمات الأساسية، وتحطمت سبل العيش بسبب الحصار المستمر منذ عقدين من الزمن. وهذه المحنة الاقتصادية تجعل النساء عرضة للاستغلال ومختلف أشكال العنف القائم على النوع الاجتماعي.
من شأن الصدمة الاجتماعية والاقتصادية الناجمة عن الحرب بين إسرائيل وغزة أن تغرق مئات الآلاف من الفلسطينيين في براثن الفقر، وفقاً لتحليل للأمم المتحدة حول التأثير المحتمل للصراع على المدى الطويل على غزة والضفة الغربية المحتلة.
ووفقاً لدراسة صدرت هذا الأسبوع عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ولجنة الأمم المتحدة (الإسكوا)، فإنه عندما دخل النزاع شهره الأول، ارتفع معدل الفقر بنسبة 20% وانخفض الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 4.2%.
بالإضافة إلى ذلك، فإن التأثير المناخي للنزاع يفاقم التحديات التي تواجه النساء و يؤدي تدمير البنية التحتية إلى ترك النساء في ملاجئ مكتظة مع محدودية إمكانية الوصول إلى الصرف الصحي، مما يؤدي إلى وضع صحي وخيم، كما يعرض انهيار البنية التحتية للمياه والصحة النساء والفتيات للأمراض والالتهابات المهبلية و غيرها من الامراض.
إن ما يحدث في غزة هو اعتداء على حقوق المرأة.
تدعو حركة MenaFemMovement الجميع بشكل عاجل إلى تكثيف الجهود ضد الفصل العنصري و الابداة الجماعيه، ومطلبنا الفوري:
- ضمان حماية الأمم المتحدة للفلسطينيين المحاصرين في غزة بسبب الاحتلال الإسرائيلي.
- فرض حظر عسكري أمني واسع النطاق، فضلاً عن عقوبات أخرى على إسرائيل كمرتكبي جرائم حرب لإنهاء تعاونها.
- مطالبة المحكمة الجنائية الدولية بالتحقيق في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ترتكبها إسرائيل، بما في ذلك الإبادة الجماعية والفصل العنصري
- دعوة الحكومات إلى ضمان وقف فوري لإطلاق النار وضمان دخول المساعدات والوقود إلى غزة.
- المطالبة بالوفاء بالالتزامات المتعلقة بمنع جرائم الحرب والإبادة الجماعية.
- الدعوة إلى وضع حد لقصف المدنيين والبنية التحتية الأساسية.
- الحث على اتخاذ خطوات إيجابية لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتحقيق تسوية عادلة لحقوق الفلسطينيين السيادية على أرضهم التاريخية.